كتاب استطيع ان اجعلك غنيا ج6

خلق رؤية غنية



منذ سنوات عديدة شاركت فى الحفل العشرين لإعادة لم شمل العاملين فى واحدة من أوائل المحطات الإزاعية التى عملت بها. وفى المساء، جاء المدير السابق للمحطة نحوى وبإبتسامة سلمنى قطعة ورق مطوية ومجعدة وبها كتابة بخط اليد. كانت بها عبارة تقول:

سأصبح مليونير فى سن الثلاثين

وتحت ذلك كان توقيعى. فجأة تذكرت الأمر بأكمله. منذ بضع سنوات، كنت مختلفاً مع هذا المدير. ومن العدل أن أقول إننى بلأحرى كنت شاباً مغروراً، ودخلت معه فى مناقشة طويلة أخبرته فيها كيف كنت أعرف أفضل، وكيف سأصبح ناجحاً بشكل كبير. وفى خضم المناقشة، أعلنت له أننى سأصبح مليونير فى سن الثلاثين.

وعلى الرغم أننى كنت مندهشاً من جرأة ما أعلنته، فإنه ضحك وقال: "سنرى ليكن بيننا رهان رياضى". سأكتب ذلك على قطعة من الورق ووقعها أنت وقد إحتفظ بنفس القطعة وأظهرها لى فى تلك الليلة.

لقد كنت مليونيراً بالفعل فى سن الثلاثين، ولكن ليس فقط لأننى كتبت هذا، ولكننى أصبحت مليونيراً لأننى تخيلت ذلك من كل الزوايا خلال الأعوام العشرة التالية، مرات ومرات كثيرة.

على الرغم من أن معظم المفكرين بطريقة ثرية والذين تحدثت إليهم فى هذا الكتاب كتبوا أهدافهم بوضوح، فإنهم كانوا يمتلكون شيئاً واحداً مشتركاً – رؤية غنية وواضحة لما يريدون أن يصنعوه فى حياتهم وفى العالم.

إذاً ماذا تريد

إننى أتذكر أننى طلبت من إحدى عميلاتى أن تتخيل أنها منذ عام من الآن أنها كانت تعيش أفضل عام فى حياتها. وعندما سألتها عما كان مختلفاً، قالت: "كانت لدى سجادة جديدة فى حجرة معيشتى". كانت رؤيتها المحدودة إشارة لنموذجها الفقير من العالم. شرحت لها أن حياتها يمكن أن تصبح غنية بقدر ماتريدين أن تتخيلينها. وسألتها أيضاً سؤالاً أكبر:

ماذا ستفعلين إذا عرفتى أنك لن تفشلى؟

لقد شجعتها على أن تتحرر من تفكيرها وتفكر خارج حدود منطقة راحتها الحالية. وأشرت إلى أنه: "بالرغم من كل شيئ، فإن الأمر يتطلب نفس كمية الطاقة لتخيل وجود مرآب للسيارة كما هو الأمر بالنسبة لتخيل وجود سيارة جديدة جميلة بالداخل".

هذه المرة. عادت برؤية غنية بالفعل لما ستكون عليه حياتها إن كانت تريد أن تعدل من تلك الرؤية وتبدأ فى التصرف.

إذاً ... إن إستطعت فقط أن تنجح، ما الذى تحاول أن تحصل عليه؟ لاتقلل من قوة عقلك المبدع. تذكر أن أى إختراع علمى جليل، أو معجزة طبية، أو أغنية، أو لوحة، أو فيلم،أو قصيدة أو أى حركة سياسية بدأت كمجرد فكرة فى خيال احد المبدعين. وكلما كانت أفكارك أكثر ثراء، كان خيال عقلك أكثر إبداعاً.

فرق قيم

عندما أعمل مع أحد العملاء، أول و أهم سؤال أسأله هو : "ماذا تريد؟"، سواء أجابوا "أن أقلع عن التدخين" أو " أن أفقد بعض الوزن" أو "أن أكسب مليون جنيه"، السؤآل التالى الذى أسأله والذى يكون متشابهاً دائماً هو:

لماذا تريد ذلك

يريد الناس ما يريدونه لأسباب مختلفة. فبعض الأشخاص يريد إمتلاك المال لأنهم يعتقدون أنه سيمنحهم "الأمان"، وآخرون يريدونه لأنهم يعتقدون أنه سيجعلهم يشترون "الحرية". ويبقى آخرون يريدون الشعور "بالقوة" أو "الإنجاز" أو "النجاح".

كل واحدة من تلك الكلمات تمثل قيمك العليا – الأشياء المهمة لك والتى تجلب الشعور بالمعنى والثراء لحياتك.

إن كان كل ما تفعله هو تحقيق أهدافك دون أن تحقق قيمك، لأصبح نجاحك خاوياً وسيكون هناك فرص لأن تشعر بأن حياتك فارغة وتشعر بأنك خاوى من الداخل. وقد تمتلك المال، ولكنك بكل تأكيد لن تكون غنياً.

عندما تتخيل ما تود أن تحصل عليه فى حياتك الثرية، أريدك أن تلاحظ أن كل ذلك سيجعلك تشعر بأن التفكير فيه أمر جيد بالفعل. وإن لم يحدث ذلك، يجب أن تكون أكثر إبداعاً.

فكر فى الأمر إن كنت تعتمد فقط على تحقيق أهدافك كوسيلة لقياس نجاحك فى الحياة، فإنك ستقضى وقت سيئاً وأنت تشعر بالفشل. ولكن عندما تركز أن تحيا بقيمك كل يوم، فإنه ليس من المحتمل فقط أن تحقق أهدافك، بل من المحتمل أن تستمتع بحياتك. ولايهم أن تحقق كل هدف منفرد فى الوقت الذى تحدده له بالضبط. فبينما تعيش طبقاً لقيمك، ستصبح حياتك أغنى وأغنى.

إذن لنبدأ فى إستكشاف كل ما تريد أن تحصل عليه فى حياتك وسبب رغبتك فى الحصول عليه – وؤيتك وقيمك...





حياة ذات قيمة

1 . تخيل بعد خمسة أعوام من اليوم وقد إمتلأت حياتك بأكثر الأشياء الرائعة التى يمكن تخيلها. وأصبحت حياتك ثرية بالفعل فى كل المجالات!



أكتب فقرة أو إثنين حول ما سيحدث فى كل من هذه المجالات التالية:



الصحة

الحياة المهنية / الأمور المالية

العلاقات

الحياة الروحانية

أسلوب الحياة



2 . إرجع إلى كل فقرة كتبتها وضع دائرة، أو خطاً أو ظل على أى هدف رئيسى أو مرحلة مهمة قد تظهر.



3 . الآن، بالنسبة لكل من الأهداف الرئيسية أو المراحل المهمة التى تعرفت عليها، سل نفسك: "لماذا أريد ذلك؟ ما الذى سأحصل عليه بإمتلاك ذلك؟".



يجب أن تكون إجابتك مجرد كلمات قليلة – كلمات مثل"الشعور بالمتعة"، " الشعور بالإنجاز"، "الحرية" أو "المساهمة فى شيئ ما".



4 . كرر التمرين خلال الأسابيع المقبلة. يمكن أن تعمل على إطارات زمنية مختلفة (على سبيل المثال: عام، عشرة أعوام، إلخ) ومعايير مختلفة ( على سبيل المثال: "النجاح فى العمل"، "ترك ثروة للأهل"، "الأسرة"، إلخ).

كل مرة تقوم بذلك، ستظهر لك أشياء مختلفة. وبمرور الوقت، ستلاحظ ظهور مجموعة رئيسية من الأهداف و القيم مراراً وتكراراً تلك هى التى ستستخدمها لتخلق رؤيتك الغنية للمستقبل فى التمارين التالية بعد ذلك.









كل مرة تقو فيها بهذا التمرين، فإنك تبرمج ذلك الكومبيوتر العبقرى داخل عقلك لتبدأ فى خلق ما تريده لكى تحيا حياة ثرية. الآن، ستبدأ فى تفعيل العملية وبذلك تستطيع أن تتحرك تجاه حياتك الثرية كل يوم.

وقت التغيير

ببساطة، ستبدأ حياتك فى التحسن من خلال أخذ الوقت فى التفكير فى أهدافك وقيمك. ولكننا سنبدأ الآن فى إستخدام قوة عقلك الباطن لننتقل باللعبة لمستوى آخر.

كل الأغنياء الذين تعاملت معهم أثناء تأليف هذا الكتاب كانوا مؤمنين بشدة بقوة الرغبة – قدرتنا على تركيز عقولنا على رؤية المستقبل وإطلاق العنان للقوة التى لايمكن إيقافها داخل أنفسنا لتحقيقها! نحن الآن بصدد البدأ فى عملية برمجة عقلك لمتابعة ما تريده برغبة قوية أكثر من ذى قبل.

الخطوة الأولى للقيام بذلك هى البداية فى أن تصبح واعياً للطريقة الفريدة لعقلك فى تمثيل الوقت.

دون التفكير فى الأمر، أشر للمستقبل. قم بذلك الآن.

بعد ذلك أشر للماضى. مرة أخرى، دون تفكير أشر فقط!

الآن، لاحظ الإتجاه الذى يحرك الزمن له. هل المستقبل ممتد أمامك والماضى من ورائك؟ أم أن الماضى على يسارك والمستقبل على يمينك؟

لاتوجد إجابات صحيح أو خاطئة على الرغم من أن عقلك يرمز للوقت بصورة مثالية لك. وبينما تقوم بالتمرين التالى، سيتضح لك بصورة أكبر "خطك الزمنى" الداخلى...



اكتشاف خطك الزمنى



1 . فكر فى شيئ ما تقوم به كل يوم، مثل تنظيف أسنانك أو تناولك الإفطار. عندما تتخيل نفسك تقوم بذلك غدا ً، هل الصورة أمامك، أم من جهه اليمين؟ ما مدى بعدها عنك؟ أشر إليها الآن...



2 . بعد ذلك، فكر فى القيام بنفس النشاط فى الإسبوع القادم، هل الصورة أكثر قرباً لليمين ام اليسار؟ أكثر قرباً أم أكثر بعداً؟ مرة أخرى أشر إلى المكان الذى "ترى" فيه الصورة فى عقلك.

ماذا عن الإسبوع الماضى؟ أين كنت تتصور تلك الصورةمنذ أسبوع مضى؟



3 . الآن فكر فى القيام بنفس النشاط طيلة شهر مقبل: هل الصورة أكثر قرباً أم أكثر بعداً؟ أكثر قرباً لليمين أم لليسار؟ أمامك أم خلفك؟ أكثر إرتفاعاً أم أكثر إنخفاضاً؟

ماذا عن ذلك منذ شهر مضى؟ أين كنت تتخيل صورة نفس النشاط؟



4 . أخيراً، تخيل قيامك بنفس النشاط بعد ستة أشهر فى المستقبل. أين تلك الصورة – أكثر قرباً أم أكثر بعداً؟ يساراً أم يميناً؟ أعلى أم أسفل؟

ماذا عن ستة أشهر مضت – أشر إلى الصورة الآن...



5 . تخيل أن كل تلك الصور متصلة بخط مثل لعبة "توصيل نقاط" ضخمة فى عقلك. هذا هو "خطك الزمنى" – الطريق الذى يمثل به عقلك الباطن الوقت.







عندما تحصل على مستقبل مقنع بما فيه الكفاية، فإن كل مواردك ستتجه بطريقة تلقائية تجاه تحقيق هذا المستقبل. والشيئ الأكثر روعة هو أنك ستجد نفسك تتحرك تجاه المستقبل كل يوم.

على سبيل المثال، عندما قمت بذلك مؤخراً مع أحد عملائى، تخيل صورة لنفسه وهو يجلس على العشاء مع عائلته وأصدقائه. كانوا جميعاً يحتفلون بنجاحه الأخير فى العمل. كان هناك شعور مدهش بالرخاء لديهم، كما لو كانوا لا يحتاجون مطلقاً للقلق بخصوص المال مجدداً. كانوا يخططون لعطلتهم فى جنوب فرنسا ويضحكون حول مدى المتعة التى سيحصلون عليها من إحتساء العصائر و التمتع بالشمس.

وما كان يمتعه بالفعل بهذه الصورة هو أنه بدا مستعداً وسعيداً فى نفسه – كان هناك شعور حقيقى "ببلوغ" كلا من الحياة الروحانية و المادية.

وبنفس الطريقة، سيساعدك التمرين التالى فى برمجة مستقبل مقنع فى عقلك الباطن.





خلق رؤيتك المستقبلية الآن



1 . تخيل عاماً فى المستقبل وسيكون أغنى عام فى حياتك.

ماذا يحدث فى علاقاتك، حياتك المهنية، صحتك، الأمور المالية، الحياة الروحانية؟ ما الأفكار والسلوكيات الجديدة التى قد تمارسها؟ ما الشخصية التى ستصبح عليها؟



أى من أهدافك طويلة المدى قمت بتحقيقها بالفعل؟ أى منها فى حيز التنفيذ بالفعل؟ أى منها تلاشى؟



ما معنى أن تعيش بقيمتك كل يوم؟ كيف تغيرت تلك القيم و تطورت؟ أى منها أصبح أكثر أهمية؟ وأى منها تلاشى؟



2 . الآن إصنع مشهداً مثالياً يمثل كل ما تريده أن يحدث فى مستقبلك الإيجابى. تأكد أنك تستطيع أن ترى نفسك فى هذا المستقبل تبدو إيجابياً وسعيداً بالفعل. يمكن أن يكون ذلك حقيقياً أو رمزياً.



صمم "مشهدك المثالى" الآن. أين أنت؟ مع من أنت؟ ما الذى جعل حياتك أكثر ثراء؟ ما أكثر ما أحببته فى ذلك؟



3 . خذ تلك الصورة وضعها فى خطك الزمنى لعام فى المستقبل. تأكد أن الصورة كبيرة، ولامعة، واضحة وملونة بالفعل. ستعرف أنك تقوم بالأمر بطريقة صائبة لأن تخيلك لذلك سيشعرك بالراحة.



4 . بعد ذلك، ستبدأ فى ملء الفراغات الآن وفيما بعد.



• إصنع صورة صغيرة بعض الشئ وضعها بعد الصورة الكبيرة لما تحتاج أن يحدث قبل ذلك بشهور.

• إصنع أيضاً صورة صغيرة بعض الشئ وضعها بعد الصورة الكبيرة لما تحتاج أن يحدث قبل ذلك بشهور.

• إصنع أيضاً صورة صغيرة بعض الشئ وضعها بعد الصورة الكبيرة لما تحتاج أن يحدث قبل ذلك بشهور

يجب أن يكون لديك الآن سلسلة من الصور تصل بين الحاضر ومستقبلك الإيجابى المقنع. ويجب أن يزداد حجم الصور تدريجياً مع حدوث أشياء أفضل وأفضل فيها.



5 . أنظر إلى تلك الصور وإجعل عقلك الباطن ينغلق على خارطة الطريق لحياتك الثرية خلال العام المقبل.



6 . الآن، إنتقل بجسدك فى هذه الصور. إنتظر للحظات حتى تختبر تماماً كل خطوة ستأخذها فى طريق النجاح العظيم.



7 . عندما تصل إلى الصورة الكبرى من مشهدك المثالى، إسمح لنفسك بأن تستمتع بتجربة ذلك بالكامل. ماذا سيكون عليه الأمر عندما تحصل على ما تريد؟



8 . أخيراً، عد للحاضر وأنظر مجدداً إلى خطك الزمنى المستقبلى، يمكنك أن تشعر بالثقة لمعرفتك أنك قد وضعت خطة لعقلك الباطن لتستخدمها كدليل لتحقيق المستقبل كما تتوق إليه!



تستطيع تكرير هذا التمرين حسبما تريد. وكل مرة تقوم بذلك، سيصبح مستقبلك واقعياً بعض الشئ وستشعر بأن حياتك أكثر ثراء.